تسارع أجهزة الدولة الزمن، للانتهاء من المشروع القومي الخاص بإعادة إحياء القاهرة التاريخية، والذي يعيد للعاصمة مكانتها التاريخية والسياحية والدينية، وفق توجيهات القيادة السياسية.
ولا تدخر أجهزة الدولة بالتعاون مع محافظة القاهرة والوزارات والجهات المختصة جهدًا في إنجاز هذا المشروع، فتجد العمل والجهد مبذولًا في آن واحد بمناطق متفرقة، من سور مجرى العيون الأثري وحتى محيط قلعة صلاح الدين الأيوبي، وجميعها مناطق غنية بالآثار الدينية والإسلامية.
تطوير مناطق سور مجرى العيون الأثري
تستكمل أجهزة حي مصر القديمة، الواقع في نطاقه تلك المناطق، أعمال الإزالة في مناطق (الجيارة، السكر والليمون، حوش الغجر، جبخانة محمد علي)، وجميعها مناطق عشوائية طالتها الفوضى، على مدار السنوات الماضية، وتزيلها محافظة القاهرة، تمهيدا لتطوير المنطقة بأكملها، وإعادتها لسابق عهدها منطقة تاريخية سياحية.
عرب آل يسار في حي الخليفة
يبلغ عمرها حوالي 700 عام، -ووفق المؤرخين-، فإن منطقة عرب آل يسار، في نطاق حي الخليفة جنوب القاهرة، يرجع مسماها لقبيلة حجازية عاشت أسفل قلعة صلاح الدين.
يحيط بالمنطقة، عدة مناطق أثرية، أبرزها ميدان ومسجد السيدة عائشة وقبلهما، قلعة صلاح الدين الأيوبي، ومسجد الغوري، ويقال كذلك أن أقدم منزل شُيد فيها يعود تاريخه لعام 1871 ميلادي.
بمجرد أن تطأ قدميك عرب يسار، تستشعر بعبق التاريخ، حيث البيوت القديمة المبنية بالحجر والمشربيات دقيقة الصنع، ورغم ذلك، إلا أن السنوات الماضية، جعلت العشوائية والفوضى تسود المنطقة وتشوه معمارها القديم، الأمر الذي دفع الدولة لتنفيذ إزالة تلك العشوائيات حتى لا تضيع معالم المنطقة الأثرية، وتطمس معالم سياحية أبرزها قلعة صلاح الدين ومسجدي الغوري والسيدة عائشة.
تتم الإزالات في عرب آل يسار، وفق توجيهات القيادة السياسية بتطوير القاهرة التاريخية، وتفقد الإزالات مؤخرا اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، موجها الأجهزة التنفيذية بحي الخليفة والمنطقة الجنوبية، بسرعة الانتهاء من الأعمال وفق جدولها الزمني.
قرارات الخطورة الداهمة في عرب آل يسار
تنفيذا لتوجيهات محافظ القاهرة، تفقدت المهندسة جيهان عبد المنعم، نائبة محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أعمال الإزالات التي تتم بمنطقة عرب آل يسار بنطاق حي الخليفة، بحضور العميد طارق اليمني، رئيس الحي، وبالتنسيق مع جميع الأجهزة التنفيذية و المعنية والقوات الشرطية.
يأتي ذلك، تنفيذًا لقرارات الإزالة الصادرة للخطورة الداهمة لعدد من العقارات الآيلة للسقوط والقديمة المهددة للحياة، فى إطار خطة الدولة للقضاء على المناطق غير الآمنة والخطرة، وذلك بعد صرف التعويضات القانونية اللازمة للمستحقين، طبقا لتعليمات اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة.
زقاق الصادق ودرب الشيخ عبدالله بعرب يسار
جار استكمال أعمال الإزالة بعقارات درب الشيخ عبدالله، وزقاق الصادق من درب داود الكبير، وتم هدمهم بصورة جزئية، وبذلك يكون إجمالي العقارات التي تم هدمها لسطح الأرض تفوق ال ١١٠ عقارات.
تفتيش آثار جنوب القاهرة
أثنى أحد مفتشي الآثار بالمنطقة الجنوبية بالقاهرة، على ما سيلحق منطقة عرب آل يسار من تطوير، كاشفا أن العقارات ذات الخطورة الداهمة، والعشوائيات التي لحقت بالمنطقة منذ سنوات، بمجرد إزالتها، ستعود المنطقة لرونقها السياحي، وتظهر معالم قلعة صلاح الدين جلية، بعد أحاطت بها في الجهة المقابلة العديد من عشوائيات عرب يسار، كما لفت إلى أن الدولة تبذل جهودا ضخمة في مشروع إحياء القاهرة التاريخية والإسلامية.
تطوير مساجد القاهرة التاريخية
يتضمن مشروع إحياء القاهرة التاريخية، تطوير عدد كبير من مساجدها، كان أشهرها (الحسين، الطونبغا، الحاكم بأمر الله)، وأخيراً مسجد الظاهر بيبرس، والذي طورته الدولة بالتعاون مع دولة كازاخستان، وتم الانتهاء من تطويره وافتتاحه، بحضور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور مولين أشيمبايف، رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار.
أنشأ مسجد الظاهر بيبرس، السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري عام 1268/ 667 هجرية في الحي الذي يحمل اسمه في قلب القاهرة، ويعتبر الظاهر بيبرس المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية.
ويشبه تخطيط مسجد الظاهر بيبرس، المسجد النبوي في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وهو التخطيط نفسه الذي جاء عليه جامع أحمد بن طولون، من حيث الصحن المحاط بـ4 إيوانات وتعلو محرابه قبة.